يتحدثون عن سيدة وقورة تقبع في أحد مستشفيات السعودية، تعيش عزلة وآلما يعرفها كل من في المستشفى ويتعطفون معها . كثيراً ما يجلس معها الممرضات، يحدثونها ويستأنسون بكلمها.
وكانت تروح عن نفسها ببعض الأبيات والتي انتشرت عند البعض وعند سمعنا عنها قررنا أن نزورها ويكون لنا حديث معها وخاصة أن الرياضية تسعى دائماً لمن يحتاج للمساعدة، حتى وأن كانت مساعدة معنوية كما حصل مع تلك السيدة !! التي فرحت بلقائنا ورحبت به حملت أوراقي وقلمي ولم أكن احتاج لمساعدة من يدلني عليها بشكل دقيق فالكل يعرفها
وما أن ذكرت اسمها إلا وكل الأصابع تشير إلى غرفتها دخلت وما أن رأتني حتى انفرجت أساريرها بابتسامة عذبه وعريضة ولكنها سرعان ما تلا شت بعد اقترابي منها أكثر،
سلمت عليها فردت السلام بصوت خافت ! وكلمات متقطعة وكان أول ما طرحت عليها من أسئلة
لماذا أخفيتي ابتسامتكِ وأبدلتها بدمعه جرت على وجنتيكِ ؟
لتقول لي وهي تمسح دموعها ؟
كنت أضنك إحدى بناتي وإخوتي أو من أقاربي اللذين لا أعلم عنهم شيئاً من زمن بعيد..
سألتها وهل لنا أن نعرف قصتك؟
لم تتردد كانت تتكلم بصعوبة بالغة!!
قالت: كنت اسكن مع زوجي وأبنائي السبعة في إحدى القرى وذات يوم طلب مني زوجي أن اذهب معه المدينة وتحديداً إلى السوق لشراء بعض الذهب والمشتريات الأخرى وأوهمني أنها لي ووافقت!! فرحه ومسرورة من تلك المفاجأة الجميلة وعندما اشترينا كلما كان يطلب مني ويختاره هو ويعجبني أنا ....
وعند وصولنا للمنزل أخبرنا أن تلك الأشياء ليست لي وأنها للعروس الجديدة؟؟!!
صعقت من هول الخبر!!!! ودارت بي الدنيا
ثم تأتي لي الصفعة الثانية عندما وجه لي خبر طلاقه لي!!
فيا لله كل هذا في وقت واحد!!؟ أصبت بجلطة دماغية
وتزوج زوجي وأنجبت زوجته الجديدة بنتاَ وولدا ثم أصيب في حادث مروري حتى توفاه الله وعندما ترحمت عليه بكت وأبكتنا معها
وعندما سألناها من أحضركِ للمستشفى قالت يقولون بأنه أخي.. ومكثت بالعناية المركزة ستة أشهر لا أدري من زارني خلالها لأنني كنت في غيبوبة تامة.
ثم مكثت هنا في هذه الغرفة خمس سنوات!! حبيسة لهذا السرير.
بعد ذلك سألناها ألم يزركِ أحد في هذه السنوات؟
قالت بلى زارني أخي مرة واحدة وابني الذي أكمل عشرين عاماً أيضاً مرة واحدة فقط!
وبقيت أبنائك وبناتك أين هم من وضعك ؟
قالت لا أعلم عنهم شيئاَ فأنا لدي أربعة أولاد وثلاثة بنات!!
وسألناها عن أهلها وقالت والدي شيخ كبير وسمعت أنه
توفى ورأيته في الحلم مرة.. ثم أجهشت بالبكاء بصوت مرير!! وأضافت والدتي لا أعلم عنها شيئا
وسألناها إخوتك أين هم ؟
قالت أخي الكبير من أعيان قريتنا فلم نستطيع مواصلة الحديث..
وكانت تبكي وتبكي معها الممرضة السعودية الحنونة والخادمة التى كانت ترعاها.. لأسأل الخادمة منذ متى وأنتِ هنا!
فتجيب منذ ثلاث سنوات دخلت المستشفى مع سيدة فأشارت لي على سيدة في نفس الغرفة مصابة بغيبوبة كاملة . وقالت عندما رأى ابن هذه السيدة تلك المرأة وسأل عنها وعرف قصتها.. وأن لا أحد يزورها منذ سنتين ونصف ضاعف لي الأجر وأعطاني مرتب شهرين لأرعى تلك السيدة مع والدته والتي لا تعي شيئاً!!
وسألناها في فترة مكوثك معها هذه السنوات الثلاث ألم يزورها أحد؟
قالت: فقط زارها شخص واحد مرة واحدة تقول إنه ابنها ومن بعد ذلك الوقت لم يزرها أحد رغم إنها تنتظر وعيناها مسمرة على الباب دائماً !! إنها لقصة أغرب من الخيال ولا يستوعبها عقل، فأين أبناؤها ومن يراها يتقطع قلبه آسى وحسرة...
أم لا تعرف عن سرا فربما قال: أحد لأبنائها أن أمكم ماتت ورغم صعوبة هذا الشيء إلا انه
ربما يكون أقل ألما فيما لو كان أبناؤها يعلمون أنها ترقد في المستشفى ويتركونها.
ونحن عندما نعرض هذه القصة نرجو أن يقرأها هؤلاء الأبناء أو على الأقل أحدهم فيرق قلبه وهنا ننشر تلك القصيدة التي أبكتنا وأبكت من سمعها تناجي بها الطيور
وإليكم ما قالته في قصيدتها:
تكفين يا طيور حرار افزعيلي**** أبي عن ديــــار الأهل منك الأخبــار
تكفين حومي فوقهم وارجــعيلي**** وإلا إن حصل لك حومة داخل الدار
تكفين حول ابيوتــــــهم دوري لي**** سبعة فروخ يـوم أخــليهم صغار
شوفي ضناي وعودي وانكفي لي**** وشلونهم ياعلهم صــــــاروا كبار
نسوا دفاي ونومهم في شلـــــيلي**** وش علمهم ياعلهم طول الأعمار
قولي لهم إن إمـــكم له عويــــــلي***** خمسة سنين دمعـــها دوم مدرار
وقولي لهم إني علـــــى طول ليلي***** أنوح ولــــيا قرب الصبح أنهار
وقولي عـــــيونه دايم له همــــيلي***** تبكي ليا شافت من الناس زوار
كل يوم أقول غدي حديهم يجي لي**** راحـــت سنيني مابهم واحد زار
وأنا اللي من سبــة سوات الحليلي***** حالـــــي تردت كل ماله وتنـــهار
وفرقى ضناي اللي تردت بحــــيلي****** كني على شوفتهم اصلى على نار
ياويلي كان الله عــــــجل رحــــيلي******* وأنا لي ســـنين أبي لوهي أخبار
ياعــــونة الله من يبي يرتكـــي لي****** جارت علي بأمر الولي كل الأقدار
تنكروا من يدخــــلون الدخــــــيلي ****واللي بوسط ديارهم يامن الجـــار
قولي لهم ياطــيور قلبي علـــــيلي**** الله يكافي قلوبهم صــارت أحجار
وأنا اللي لبراق الخيال استـــحيلي**** وأقول ياعـــــــل (.......) للأمطار
تكفين وسط ديارهم صـوتي لي***** شوفي عسى لاسمي مع الناس تذكار
وقولي لمن نسيانهم يستـــــحيلي ******يااللي نــسيتوها ترى الوقــت دوار
ياهيه ياللي بالسما لك هديلـــي***** ردي خـــــــبر تكفين يكفيني أمرار
شوفي أكا اللي نومهم في شليلي***** من آذان المغرب لوقــــت الأسحار
شوفي أكا اللي ماهتني في مقيلي***** إلا بمقيل معــــــــــهم كبار وصغار
وقولي لهم إن كان حـــملي ثقيلي****** مره يجــون وعقبها شي ماصار
وأنا يـــــــتولا ني كريم جلــــــيلي****** ياعلــــني في جنته وسط الأبرار
وكانت تروح عن نفسها ببعض الأبيات والتي انتشرت عند البعض وعند سمعنا عنها قررنا أن نزورها ويكون لنا حديث معها وخاصة أن الرياضية تسعى دائماً لمن يحتاج للمساعدة، حتى وأن كانت مساعدة معنوية كما حصل مع تلك السيدة !! التي فرحت بلقائنا ورحبت به حملت أوراقي وقلمي ولم أكن احتاج لمساعدة من يدلني عليها بشكل دقيق فالكل يعرفها
وما أن ذكرت اسمها إلا وكل الأصابع تشير إلى غرفتها دخلت وما أن رأتني حتى انفرجت أساريرها بابتسامة عذبه وعريضة ولكنها سرعان ما تلا شت بعد اقترابي منها أكثر،
سلمت عليها فردت السلام بصوت خافت ! وكلمات متقطعة وكان أول ما طرحت عليها من أسئلة
لماذا أخفيتي ابتسامتكِ وأبدلتها بدمعه جرت على وجنتيكِ ؟
لتقول لي وهي تمسح دموعها ؟
كنت أضنك إحدى بناتي وإخوتي أو من أقاربي اللذين لا أعلم عنهم شيئاً من زمن بعيد..
سألتها وهل لنا أن نعرف قصتك؟
لم تتردد كانت تتكلم بصعوبة بالغة!!
قالت: كنت اسكن مع زوجي وأبنائي السبعة في إحدى القرى وذات يوم طلب مني زوجي أن اذهب معه المدينة وتحديداً إلى السوق لشراء بعض الذهب والمشتريات الأخرى وأوهمني أنها لي ووافقت!! فرحه ومسرورة من تلك المفاجأة الجميلة وعندما اشترينا كلما كان يطلب مني ويختاره هو ويعجبني أنا ....
وعند وصولنا للمنزل أخبرنا أن تلك الأشياء ليست لي وأنها للعروس الجديدة؟؟!!
صعقت من هول الخبر!!!! ودارت بي الدنيا
ثم تأتي لي الصفعة الثانية عندما وجه لي خبر طلاقه لي!!
فيا لله كل هذا في وقت واحد!!؟ أصبت بجلطة دماغية
وتزوج زوجي وأنجبت زوجته الجديدة بنتاَ وولدا ثم أصيب في حادث مروري حتى توفاه الله وعندما ترحمت عليه بكت وأبكتنا معها
وعندما سألناها من أحضركِ للمستشفى قالت يقولون بأنه أخي.. ومكثت بالعناية المركزة ستة أشهر لا أدري من زارني خلالها لأنني كنت في غيبوبة تامة.
ثم مكثت هنا في هذه الغرفة خمس سنوات!! حبيسة لهذا السرير.
بعد ذلك سألناها ألم يزركِ أحد في هذه السنوات؟
قالت بلى زارني أخي مرة واحدة وابني الذي أكمل عشرين عاماً أيضاً مرة واحدة فقط!
وبقيت أبنائك وبناتك أين هم من وضعك ؟
قالت لا أعلم عنهم شيئاَ فأنا لدي أربعة أولاد وثلاثة بنات!!
وسألناها عن أهلها وقالت والدي شيخ كبير وسمعت أنه
توفى ورأيته في الحلم مرة.. ثم أجهشت بالبكاء بصوت مرير!! وأضافت والدتي لا أعلم عنها شيئا
وسألناها إخوتك أين هم ؟
قالت أخي الكبير من أعيان قريتنا فلم نستطيع مواصلة الحديث..
وكانت تبكي وتبكي معها الممرضة السعودية الحنونة والخادمة التى كانت ترعاها.. لأسأل الخادمة منذ متى وأنتِ هنا!
فتجيب منذ ثلاث سنوات دخلت المستشفى مع سيدة فأشارت لي على سيدة في نفس الغرفة مصابة بغيبوبة كاملة . وقالت عندما رأى ابن هذه السيدة تلك المرأة وسأل عنها وعرف قصتها.. وأن لا أحد يزورها منذ سنتين ونصف ضاعف لي الأجر وأعطاني مرتب شهرين لأرعى تلك السيدة مع والدته والتي لا تعي شيئاً!!
وسألناها في فترة مكوثك معها هذه السنوات الثلاث ألم يزورها أحد؟
قالت: فقط زارها شخص واحد مرة واحدة تقول إنه ابنها ومن بعد ذلك الوقت لم يزرها أحد رغم إنها تنتظر وعيناها مسمرة على الباب دائماً !! إنها لقصة أغرب من الخيال ولا يستوعبها عقل، فأين أبناؤها ومن يراها يتقطع قلبه آسى وحسرة...
أم لا تعرف عن سرا فربما قال: أحد لأبنائها أن أمكم ماتت ورغم صعوبة هذا الشيء إلا انه
ربما يكون أقل ألما فيما لو كان أبناؤها يعلمون أنها ترقد في المستشفى ويتركونها.
ونحن عندما نعرض هذه القصة نرجو أن يقرأها هؤلاء الأبناء أو على الأقل أحدهم فيرق قلبه وهنا ننشر تلك القصيدة التي أبكتنا وأبكت من سمعها تناجي بها الطيور
وإليكم ما قالته في قصيدتها:
تكفين يا طيور حرار افزعيلي**** أبي عن ديــــار الأهل منك الأخبــار
تكفين حومي فوقهم وارجــعيلي**** وإلا إن حصل لك حومة داخل الدار
تكفين حول ابيوتــــــهم دوري لي**** سبعة فروخ يـوم أخــليهم صغار
شوفي ضناي وعودي وانكفي لي**** وشلونهم ياعلهم صــــــاروا كبار
نسوا دفاي ونومهم في شلـــــيلي**** وش علمهم ياعلهم طول الأعمار
قولي لهم إن إمـــكم له عويــــــلي***** خمسة سنين دمعـــها دوم مدرار
وقولي لهم إني علـــــى طول ليلي***** أنوح ولــــيا قرب الصبح أنهار
وقولي عـــــيونه دايم له همــــيلي***** تبكي ليا شافت من الناس زوار
كل يوم أقول غدي حديهم يجي لي**** راحـــت سنيني مابهم واحد زار
وأنا اللي من سبــة سوات الحليلي***** حالـــــي تردت كل ماله وتنـــهار
وفرقى ضناي اللي تردت بحــــيلي****** كني على شوفتهم اصلى على نار
ياويلي كان الله عــــــجل رحــــيلي******* وأنا لي ســـنين أبي لوهي أخبار
ياعــــونة الله من يبي يرتكـــي لي****** جارت علي بأمر الولي كل الأقدار
تنكروا من يدخــــلون الدخــــــيلي ****واللي بوسط ديارهم يامن الجـــار
قولي لهم ياطــيور قلبي علـــــيلي**** الله يكافي قلوبهم صــارت أحجار
وأنا اللي لبراق الخيال استـــحيلي**** وأقول ياعـــــــل (.......) للأمطار
تكفين وسط ديارهم صـوتي لي***** شوفي عسى لاسمي مع الناس تذكار
وقولي لمن نسيانهم يستـــــحيلي ******يااللي نــسيتوها ترى الوقــت دوار
ياهيه ياللي بالسما لك هديلـــي***** ردي خـــــــبر تكفين يكفيني أمرار
شوفي أكا اللي نومهم في شليلي***** من آذان المغرب لوقــــت الأسحار
شوفي أكا اللي ماهتني في مقيلي***** إلا بمقيل معــــــــــهم كبار وصغار
وقولي لهم إن كان حـــملي ثقيلي****** مره يجــون وعقبها شي ماصار
وأنا يـــــــتولا ني كريم جلــــــيلي****** ياعلــــني في جنته وسط الأبرار